في سيارة الزفاف وأنا أرتجف، حسن كان يلاحظ ارتباكي. سألني: "لا تقلقي، سيكون كل شيء على ما يرام." كان يعتقد أنني متوترة بسبب الزواج، لكنه لا يعرف أنني لست فتاة! ولكنني تبت. أفكر في كيف سيتعامل معي حسن عندما يعلم ذلك. أعلم أنه رجل عصبي جداً، ربما يؤدي ذلك إلى موقف صعب. لكنني اتخذت هذه الخطوة بعد رفض الكثير من الذين تقدموا لي. قلت لعلها تصيب، وبعد اصرار أهلي قبلت بحسن بوصفه رجلاً مثقفًا ومهندسًا. استكملنا الزفاف ودخلنا إلى غرفتنا. قمنا بتبديل ملابسنا، ثم قلت له: "قبل أن تفعل شيئًا، أنا لست بفتاة، أنا كنت أعمل..." انصدم مني وابتعد. توقف عن الكلام، جلس على الأرض وطأطأ رأسه، ووضع يده على رأسه وبدأ يفكر. قام بالمشي بين زوايا الغرفة وأنا أبكي، لم يكلمني بحرف. قال لي: "وما الحل الآن؟" أجبته: "كما تريد." قال: "نامي هذه الليلة وسنرى ماذا نفعل." لم أنم لحظة واحدة، حتى جاء الفجر. قام وتوضأ وصلى، وسمعته يناجي ربه قائلاً: "يارب، أعلم أن البلاء يكون على قدر محبتك." قمت أنا أيضاً وتوضأت، صليت، وذهب خارج غرفتنا يبكي، ثم جاء إلى غرفتي وقال: "حضري ملابسك وجعبتك، لنذهب غدًا إلى بيت أهلك."
تابعت: "لكنني أريد فقط فهم موقفك وكيف ستتعامل مع الأمور." قال حسن بصوت هادئ: "أنا لست مستعدًا لهذا، ولكن سأفكر في الأمور وكيفية التعامل معها." بقيت ليلة طويلة مليئة بالصمت والتفكير. عندما جاء الصباح، قررت الذهاب إلى بيت أهلي للتفكير في مستقبلي. قال حسن: "سأرافقك، لا تشعري بالضيق." وبينما كنا في الطريق، بدأ حسن في الحديث، "أدرك أن هذا ليس أمرًا سهلاً بالنسبة لك، ولكني أعدك أنني سأبذل جهدي لفهم الوضع وأن نبني مستقبلًا مشتركًا يكون فيه الحب والاحترام أساسًا." وفي الأيام التالية، عمل حسن جاهدًا على فهم حقيقتي والتأقلم مع الوضع. قررنا معًا البحث عن دعم ومساعدة من المحترفين لنتعامل مع التحديات التي تواجهنا. بدأنا رحلة البناء والتقبل المتبادل، حيث تطورت علاقتنا مع مرور الوقت. كانت هذه الخطوة صعبة، ولكنها فتحت بابًا لفهم أعماق الحب والتسامح.
كبرت مصيبتي، فقررت أن ألجأ إلى القرآن، بدأت في قراءته عسى أن يغفر الله لي بعضًا من ذنوبي قبل موتي. لم أتحدث لوالدي حتى وصلت إلى بيتهم في الصباح، وكان موعد موتي قريبًا بالتأكيد. كانت لدي لفتة لعائلتي، ولكن كيف سيتصرفون تجاه فتاتهم التي جلبت لهم العار؟ لبست ملابسي صباحًا ولم أقل كلمة واحدة. أشغلت سيارته دون أن أحمل أي شيء، فسألني: "لماذا لم تجلبي شيء؟" أجبت: "ماذا يصنع الماء في الملابس؟" شغلنا السيارة وانطلقنا صوب عائلتها. عند وصولنا، دخلت بابهم وأنا خلف حسن، خرج أخي وأبي لاستقبالنا، وكانوا مندهشين من وجودنا بعد ليلة الدخلة. قال حسن لأبي: "أريد محادثتك على انفراد." فأخذت نظرة على ملامحي ونظرة أخرى على حسن، واستسلمت للأمر الواقع: فضيحتي أصبحت أمرًا لابد منه. فكرت في مصيري المحتوم، ذهبت إلى غرفتي حيث كنت أنام فيها في البيت، تذكرت الأماكن التي استخدمتها للحديث مع الرجال. هنا كان الموعد الأول، وهنا اتصلت برجل آخر، وهنا اتفقت على موعد مع شاب من منطقتنا. كل الأمور كانت سرية، لكنني لم أستيقظ من غفلتي إلا بعد فوات الأوان. أبي وحسن لم يزالوا في الغرفة لوحدهم. جاءت أمي تسألني: "ماذا حدث لكم أمس؟ هل هناك مكروه؟" لم أستطع حتى النظر في عينيها، فقط هززت رأسي. فتح باب الغرفة، خرج أبي وحسن. ضاقت نفسي والهواء أصبح يؤلمني. ذهب أبي إلى المطبخ، ووقفت بجواره، مسك سكينة بيده، ارتجف معصمي، ثم ذهب نحو الثلاجة. أخرج بعض الفواكه على غير المعتاد، حيث كانت أمي تقوم بإحضارها. نظرت إلى حسن، لم أفهمه، لا أعرف ماذا يحدث وماذا دار بينهم من حديث. لم يحدثني أبي بعد. جلسنا في غرفة استقبال الضيوف، أنا وحسن وأمي وأخي وزوجة أخي. جاء أبي حاملاً بيده بعض الفواكه ووضع عند كل شخص منا صحنًا وسكينًا، إلا عندي لم يضع سكينًا. لم أفهم ماذا يريد وما الذي يحاول توصيله لي. بدأ أبي يحدث حسن بصوت خفي: "ضاعت كل شيء، كيف إلى الآن لم يقل لي أبي شيئًا؟ هل حسن لم يحدثه عني؟" أصبح كل همي أن أعلم ماذا دار بين أبي وحسن في الغرفة من حديث. وقف من مكانه وقال لي: "هيا بنا للبيت، ما سر زيارته هنا وسر حديثه مع أبي؟" لم أعد أفهم ما يقصد، وما الذي يريد توصيله لي، وأحسست أنهم يحاولون خداعي وجعل الأمور تبدو طبيعية.
تعليقات
إرسال تعليق